بقلم المحامي وليد الشبيبي
منذ فترة ليس بالقصيرة اردت ان اكتب هكذا موضوع لكني كنت دوما ارجيء التطرق اليه لئلا يساء فهمي ، لكن في الاونة الأخيرة صار البعض من الزملاء لا يتورع (من اجل تحقيق طموحه الغريب في الظهور الاعلامي) عن تسقيط زملائه لا بل حتى اساتذته بالحياة والمهنة لا لشيء الا كي يحلو له (كما يظن في خياله المريض) الانفراد بالساحة الاعلامية وهذا غير صحيح تماماً ، عموما الان صار لدينا نوعين من رجال القانون ممن يظهرون في وسائل الاعلام المختلفة :
النوع الأول :
لا يطرح نفسه على قنوات التلفزيون والاذاعة نهائيا وهذا النوع من الزملاء المحترمون هم يذهبون الى تلك القناة او الاذاعة لتقديم خبرته من باب (علم ينتفع به) قبل ان يغادر هذه الحياة ، بمعنى ان ادواته مكتملة لغويا وعلميا وعمليا وادبيا وحتى خلقيا وسلوكيا وكل شيء تقريبا وهذه الشريحة من الزملاء تشرف المهنة وتعطي انطباعا للاخرين بأن مهنة المحاماة بخير لا بل حتى بعض الزملاء الشباب تجدهم يتمتعون بهذا المستوى الراقي من الخلق وحب التعلم لذا لا تجدهم يتجاوزون على من سبقهم بالمهنة وفي الحياة ويمكن ان يحسبون من هذا النوع شريطة عدم الانشغال بهاجس الظهور وحب الظهور قبل ان تكتمل ادواته العلمية والعملية والا سيحكم على نفسه بالاعدام والموت الاعلامي المبكر ، هناك قاعدة شرعية تقول
(من استعجل الشيء قبل اوانه عوقب بحرمانه) فالمواطن لا ينسى الانطباع الاول الذي يتركه الزميل ولا يمكن تغيير هذه النظرة الاولى مهما امتلأ لاحقا واكتملت ادواته لاحقا لانه اساء لنفسه في البداية) !
النوع الثاني :
هذه الشريحة من الزملاء للأسف اساءت للمهنة لتجاوزها على الكثير من الاخلاقيات والثوابت ومنها انها تطرح نفسها على القنوات ووسائل الاعلام لسبب او دون سبب بل ويستعد هذا الزميل الى التآمر مع الاسف على زميل اخر من اجل اخذ برنامجه القانوني الذي يعده ويقدمه وقد حصل هذا التصرف المعيب وهو وصمة لا تمحى نهائيا وتسجل في الوسط القانوني قبل الاعلامي لا لشيء الا لتحقيق طموح مريض في حب الظهور وهؤلاء يحتاجون الى صدمة تعيدهم الى صوابهم لانهم يسيؤون لزملائهم في تلك القنوات والمفروض الزميل المحترم يرفض الاساءة لزميل ما مهما كانت علاقته الشخصية به ودرجة متانتها او توترها لكن احتراما للمهنة ولنفسه لا يجوز ان يطعن بزميل ما في غيابه حتى وان ذكر بسوء فالاخلاق والنبل (والمحامي الحقيقي نبيل بطبعه) توجب عليه ان يدافع عنه لان الاساءة للزميل في احد تلك القنوات اساءة لنا شئنا ام ابينا ! للأسف هؤلاء اساؤوا لانفسهم وللمهنة وللزملاء وابعدنا الله عنهم
مواقف حصلت معي اذكرها بايجاز :
1 - لم اطلب يوما في حياتي الظهور في قناة او وسيلة اعلامية سواء مرئية او مسموعة او مكتوبة بل احيانا يطلب مني من تلك الوسائل الاعلامية وارفض واحيانا ينشر لي دون علمي ويبلغني بعض الزملاء بهذا النشر واول ظهور لي كان عام 1989 في قناة العراق الرسمية في مسابقة ثقافية جامعية بين الجامعات وكنت وقتها (قدوة) ويعتمد علي زملائي في النشاطات الخارجية
2 - ذات مرة كنت في قناة العراقية الرسمية (اعتقد عام 2007 او 2008) انتظر تصوير فقرة قانونية معي فسمعت بالكافتيريا من مقدمة البرنامج (وهي زميلة عزيزة وخريجة قانون ايضا) وهي تحدث الزميل المعد (وهو الصديق المحامي صالح نجم المالكي) وتلفظت بعبارة مهينة للمحامين ، فقررت عدم التصوير بقناة العراقية نهائيا ما دامت هذا المقدمة موجودة وبالفعل طلبوني اكثر من مرة وكنت ارفض الحضور لقناة العراقية الرسمية ما دامت تلك المقدمة موجودة ولم انه ِ هذه المقاطعة الا بالاحتيال علي بعد اكثر من سنة عندما اتصلوا بي وقالوا ان المقدمة تركت البرنامج وعندما حضرت فوجئت بها تدخل علي وتعتذر وهكذا اضطررت للعودة بعد الاعتذار
2 - في اواخر عام 2007 اتصلت بي ادارة قناة بلادي الفضائية لتقديم برنامج قانوني اسبوعي من اعدادي وتقديمي مقابل اجور (150) دولار عن كل حلقة مع منح الضيف 100 دولار ، قدمت حلقتين مطلع عام 2008 لكني وجدت بعض التجاوز علي وعدم منحي المكانة التي استحقها فقررت ترك البرنامج وعدم اخذ اجوري المتراكمة عن حلقتين وعند اتصال القناة بي رفضت تكملة البرنامج وحلفت اني لن ادخل قناة بلادي نهائيا وطلبت مني القناة ترشيح زميل فرشحت الزميل المحامي صالح نجم المالكي خلفا لي والذي رفض قبول البرنامج الا بعد ان اتصل بي وتأكد اني تركته نهائيا واني رشحته انا وليس القناة
(للأسف هذه الاخلاقيات لم تعد موجودة وصار بعض الزملاء يسرقون البرنامج من زميل كان قد قربهم للقناة وسحبوا منه البساط بأسلوب رخيص ومعيب يحسب على من ارتكبه !) وبعد ذلك كنت ادعى للظهور في قناة بلادي نفسها في برامج متعددة مع اجور الظهور وكنت ارفض تلبية ووفاءً للقسم الذي اقسمته وحاول زميلي وصديقي الدكتور علي جابر التميمي منذ عام 2009 اثنائي عن هذا الموقف دون جدوى حتى عام 2015 عندما استطاع زميلي وصديقي المحامي ومعد ومقدم برنامج المستشار السابق الاستاذ حيان الخياط ان يثنيني عن هذا الموقف عندما اكد لي ان كل كادر قناة بلادي قد تغير عن مطلع عام 2008
وقدمت معه حلقتين في برنامجه هذا وهو قمة بالاخلاق وحقيقه قد خسرته هذه القناة التي اكدت صحة وصواب موقفي منها عام 2008 ! واود ان اشير الى موقف غريب ارتكبته قناة بلادي مطلع عام 2008 وهو انها بثت حلقتي عن المباديء الدستورية حوالي 6 مرات متتالية تكراراً دون ان تكتب اسم المعد والمقدم (كاتب السطور) في هذا البرنامج وهذا تصرف معيب ومخجل ويوجب المسؤولية القانونية بالتعويض لكني تركت هذا الحق اكراما لصديق يعمل بالقناة انذاك !
3 - اود ان اشير الى مسألة مهمة بدأت تبدو واضحة وجلية بشكل لا يقبل اللبس - ان معدي ومقدمي البرامج القانونية صاروا يحسبون على جهات معينة في خضم التنافس بين النقابة والاتحاد ومرشحي الانتخابات حتى ان برنامج معين صار يعتبر برنامج (نقيب المحامين) وبرنامج اخر في قناة اخرى صار يعتبر برنامج (رئيس اتحاد الحقوقيين) وهكذا واهل مكة ادرى بشعابها والقريب من هذه الاوساط صار يعرف ذلك جيدا اما الثمن الذي يجعل هذا البرنامج يحسب على تلك الجهة او منافستها فعلمها عند الله والراسخون بالاعلام القانوني !
تعليقات
إرسال تعليق
اذا أعجبك الموضوع فلماذا تبخل علينا بالردود المشجعة