كيف تكون محاميا ناجحا - نصائح للمحامين الشباب
المحامي وليد الشبيبي
نصيحتي لزملائي الاعزاء المحامين الشباب (كيف تكون محاميا ناجحا) من حصيلة تجربتي بمهنة المتاعب لمدة (17) عاماً وبشكل مستمر ومتواصل : الأخلاق قبل الذكاء !
عام 1996 كنت طالبا بالمرحلة الثانية كلية القانون/ جامعة بغداد طلب مني الدكتور .... وهو استاذي في مادة القانون الإداري في كلية القانون/ جامعة بغداد وقتها ويحمل الدكتوراه من فرنسا على ما اذكر وكتابه يدرس منهجيا في جامعة الموصل / كلية القانون انذاك وبعدة كليات - وحيث اني كنت املك مكتب لطباعة واستنساخ الكتب والملازم القانونية - اقول طلب مني استاذي ان اقوم باعادة طبع كتابه لتوزيعه والاستفادة منه ماديا من قبله باعتباره المؤلف ونحن كنا في ايام الحصار الاقتصادي وكان اساتذة الجامعات بأمس الحاجة (كغيرهم من العراقيين) للمال لاعالة اسرته ..
وجدت ان كتابه فيه مقدمة (مكتوبة لصالح جامعة الموصل) وان الطبعة تبنتها جامعة الموصل وحقوق الطبع والنشر محفوظة لها حصرا وليس للمؤلف (أي استاذي المنوه عنه اعلاه) وهنا اخبرته اننا لا نستطيع طبعه مجددا الا في حالة (رفع المقدمة والعبارات المذكورة الخاصة بجامعة الموصل وابقاء مؤلفك بدونهما مع اضافة غلاف جديد بلون مغاير) وبهذه الحيلة القانونية تستطيع استثمار مؤلفك تجاريا ؟
هنا نظر الي استاذي الدكتور وقال : انت محام ماهر من الان وهذه الفكرة لم تطرأ على بالي واتنبأ لك بمستقبل باهر في مهنة المتاعب ! (ثم تم توزيع كتابه في جامعة بغداد وجامعة الانبار واستفاد منه كثيرا ماديا)
هنا وبعد كل تلك السنين اقول لأستاذي الدكتور الان ، الاهم من الذكاء (والشطارة) والعلمية والخبرة هي (الاخلاق العالية والتعامل الانساني مع الجميع وعدم التكبر والتجاوز على الاخرين والتحلي بالصبر الى ابعد الحدود مع الجميع) والاهم من ذلك كله :
- 1 - احترام الاكبر منا سنا سواء كان استاذنا بالمهنة (بل قد يكون الاكبر سنا منا تخرج بعدنا من كلية اهلية) ايضا نحترمه لانه اكبر منا سنا ولا باس لو نخاطبه بعبارة (استاذنا)
- 2 - احترام الاقدم منا بالمهنة ونناديه بعبارة (استاذنا) وهذا حقه علينا وحق اخلاقيات المهنة علينا وحتى في حالة وجودنا وكلاء بالخصومة فعند المرافعة ندافع عن موكلينا بأمانة دون المساس بزميلنا مهما كان عمره او مكانته بالمهنة وبعد الخروج من المرافعة ، ننادي الاقدم منا بأستاذنا ونشكره وهذا خلق المحامي المهني المتمرس ، ما ان تنجز المرافعة يشكر القاضي وكاتب الضبط والزميل وكيل الخصم.
اما ان نتجاوز على زميلنا رغم كونه اكبر سنا واقدم منا بالمهنة داخل المرافعة وخارجها فهذا لا يعني بأني جريء او شاطر او بأني ذو شخصية قوية الخ ، بل بالعكس تماما فالوقاحة لا تعني الجرأة وقلة الأدب وسوء التربية لا تعني قوة الشخصية ،!
أن اقرب المهن مدعاة للتخلق بأخلاق الملوك هي مهنة المحاماة واتنبأ بالفشل الذريع وعدم الاحترام من الجميع لكل طاريء على المهنة النبيلة وهو (قليل الادب سيء الخلق وقحا) وهنا اعطي مثالا ناصعا على المحامين الشباب وهو صديقي المحامي الشاب الاستاذ احمد الزيدي ، الذي صادف ان صرنا وكلاء بالخصومة في المرافعة كان مخلصا جدا بالدفاع عن موكله وبعد الخروج كان يتعامل معي بكل ادب وخلق كريم وهو بذلك بالفعل كان انموذجا للمحامي الشاب الناجح ، فله مني كل التحية والتقدير ولكل محام شاب يختط نهج من سبقه ويسمع نصائحهم لانها دوما تصب في صالح المهنة وترسيخ اخلاقياتها النبيلة
ملاحظة هامة : من ادوات نجاح المحامي بالاضافة الى ما ذكرت سلفا : عدم وجود اخطاء املائية لديه ويتمتع بأسلوب ادبي ويجيد صياغة العبارات بلا ركاكة وايضا يتمتع بصوت قوي جهوري ويجيد القاء اللائحة (بالجنايات) بقوة وبصوت مسموع وبلا تردد .
احسنت على هذه التوضيحات فى عمل المحامات
ردحذف